النصر وجمهوره- معاناة مستمرة وقرارات لا تخدم الفريق

في معترك كرة القدم، سواء على الصعيد المحلي أو القاري الآسيوي، تتجسد المواقف المدهشة والعجيبة، هذا الشعور يرافق عشاق النصر تحديدًا، الذين يتجرعون مرارة المعاناة نتيجة لأداء فريقهم، فالنصر يعتبر بحق ناديًا استثنائيًا بكل المقاييس، غالبًا ما يخذل محبيه بالخروج من منافسات تبدو في المتناول بطرق تثير الاستغراب والدهشة، ففي بطولة النخبة الآسيوية على سبيل المثال، كانت جميع الظروف مهيأة لخدمة النصر، وكان بالإمكان، على أقل تقدير، بلوغ المباراة النهائية ومواجهة الأهلي، حيث إن الطريق نحو اللقب لم يكن وعرًا بالنظر إلى الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الفريق من نجوم بارزين على مستوى العالم، ولكن، بكل أسف، ودع النصر البطولة من الدور نصف النهائي بأداء باهت وتكتيك فني عقيم داخل المستطيل الأخضر، لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن الأسباب الكامنة وراء القرارات غير الموفقة للمسؤولين في النصر، والتي لا تصب في مصلحة الفريق، فالمدرب الحالي لا يمتلك الكفاءة المطلوبة لقيادة الفريق، هذه الحقيقة كانت جلية وواضحة قبل انطلاق منافسات النخبة الآسيوية، وكان بالإمكان إقالته خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث كانت هناك فرصة سانحة لإجراء تعديلات طفيفة من شأنها أن تساهم في تحسين مستوى الفريق، إلا أن هذه التغييرات سارت في مسار معاكس، فعلى سبيل المثال، عندما تقرر الاستغناء عن لاعب بقيمة «تاليسكا»، يجب البحث عن بديل على مستوى عالٍ؛ لأنه في بطولة النخبة الآسيوية، عدد اللاعبين الأجانب المسموح بمشاركتهم غير محدود، فلماذا لم يتم الإبقاء على «تاليسكا» في صفوف النصر للمشاركة في هذه البطولة الهامة، ولماذا هذا الإصرار على الاعتماد على لاعبين يافعين تقل أعمارهم عن 21 عامًا ولا يقدمون الإضافة المرجوة للفريق!

بالنظر إلى وضع النصر الحالي، نجد أن الحلقة الأضعف في المنظومة هي الجمهور، الذي يقدم دعمًا لا محدود ويبذل جهودًا جبارة لتشجيع الفريق، ويفعل كل ما في وسعه من أجل النصر، ولكن، من المؤسف أن المسؤولين عن النصر لا يقدمون لهم ما يستحقونه من تقدير واهتمام، وفي الوقت ذاته، ليس لديهم القدرة على مقاطعة المدرجات والتوقف عن مساندة الفريق، ولا أحد يدري كيف يمكن للنصر أن يتحول إلى فريق يحقق البطولات والألقاب ويرافق الإنجازات باستمرار!!

دمتم بخير،،،